تقرير خاص – إعداد: سالي الشريف
في مشهدٍ فكري يعكس روح الريادة والمعرفة، احتضنت جامعة القاهرة فعاليات النسخة الرابعة من ملتقى شباب المعرفة، تحت شعار: "اقتصاد المعرفة والتنمية البشرية"، وذلك برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة وزراء من الحكومة المصرية، ونخبة من صناع السياسات وممثلي المؤسسات الدولية، إلى جانب حضور عربي ودولي رفيع المستوى.
ويأتي الملتقى في إطار التعاون بين وزارة الشباب والرياضة المصرية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بهدف تمكين الشباب العربي من قيادة مسارات التنمية المستدامة، وتعزيز دورهم في بناء اقتصادات معرفية قائمة على الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي.
أشرف صبحي: شبابنا ثروتنا ورهاننا على المستقبل
قال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن جامعة القاهرة تظل منارة للتنوير وحصنًا لهوية الأمة، مؤكداً أن الشباب المصري والعربي هم الأكثر وعيًا بالتكنولوجيا الحديثة، وهو ما يفرض علينا الاستثمار في قدراتهم وتحويل أفكارهم إلى مشاريع اقتصادية تساهم في بناء اقتصاد معرفي تنافسي.
وأشار إلى أن الملتقى يهدف إلى خلق فرص عمل، وتعزيز الابتكار، والتصدي للأمية الرقمية، مؤكداً حرص الوزارة على إطلاق برامج نوعية لبناء قدرات الشباب وصقل مهاراتهم تكنولوجياً واقتصاديًا.
عبدالصادق: المعرفة قوة الأمم.. والجامعة منصة لبناء قادة التغيير
من جانبه، شدد الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، على أن الملتقى يمثل منصة استراتيجية لتكامل الرؤى الشبابية العربية، مؤكداً أن الجامعات لم تعد مؤسسات تعليمية فقط، بل أصبحت محركات للتنمية، وحواضن للإبداع، ومنصات لبناء الإنسان القادر على إحداث التغيير.
وكشف عن أن جامعة القاهرة أطلقت أول استراتيجية جامعية للذكاء الاصطناعي في مصر والمنطقة، إلى جانب تأسيس أول شركة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية، ودعم البحث العلمي وريادة الأعمال وتوظيف المعرفة في خدمة المجتمع.
جمال بن حويرب: الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل
أكد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن تنظيم هذا الملتقى يأتي ضمن الرؤية الاستراتيجية للمؤسسة التي تضع الشباب في صميم أولوياتها، مشددًا على أن الاستثمار في المعرفة هو استثمار حقيقي في الإنسان، وهو ما يؤسس لمجتمعات أكثر قدرة على التقدم والازدهار.
وأشار إلى أن العالم يشهد تحولات اقتصادية ومعرفية متسارعة تقودها التكنولوجيا، الأمر الذي يفرض تعزيز مهارات التعلم المستمر، وريادة الأعمال، ومحو الأمية الرقمية، موضحًا أن الملتقى يشكل منصة تفاعلية تتيح للشباب العربي الحوار وتبادل التجارب واستكشاف فرص جديدة للنمو.
الأمم المتحدة: 97 مليون وظيفة جديدة بفضل الذكاء الاصطناعي
أوضح الدكتور هاني تركي، مدير مشروع المعرفة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن العالم يشهد ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، قد تؤدي إلى اختفاء نحو 44% من الوظائف الحالية، في مقابل نشوء حوالي 97 مليون وظيفة جديدة في مجالات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي.
وأشار إلى أن مصر تضم نحو 30 مليون شاب، مؤكدًا أن تمكينهم بالمهارات الحديثة سيمكنهم من قيادة مسيرة التحول الرقمي والتنمية الشاملة، كاشفًا عن تخصيص 500 منحة تدريبية بقيمة 200 ألف دولار لتأهيل الشباب المصري والعربي بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.
جلسات نقاشية حيوية: خارطة معرفية لعصر جديد
شهد الملتقى عددًا من الجلسات النقاشية التي تناولت موضوعات جوهرية، من بينها:
- اقتصاد المعرفة والتنمية البشرية
- التكامل المؤسسي في دعم المعرفة
- التحديات في مواجهة المشروعات الناشئة
- محو الأمية الرقمية
- أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
- دور الفنون في تعزيز الابتكار المجتمعي
وشارك في هذه الجلسات وزراء التعليم العالي، والصحة، والشباب، والثقافة، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات دولية كالإيسيسكو، مايكروسوفت، والسفارات العربية، ولفيف من أساتذة الجامعات وخبراء المعرفة.
منصة فكرية.. وشباب واعد
يُذكر أن ملتقى شباب المعرفة يمثل منصة فكرية رائدة تجمع بين صناع القرار والشباب من مختلف أنحاء العالم العربي، لتبادل الأفكار والخبرات، وبحث التحديات وابتكار حلول تدعم الاقتصاد الرقمي، وتُعزز من جاهزية الشباب للمستقبل، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.